الحج والعمرة
.. سلوك وتربية
بقلم : نبيل
جلهوم *
قال تعالى:
( وأذّن في
الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا
منافع لهم ويذكروا اسم الله في
أيام
معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا
البائس الفقير } (سورة الحج)27-28
وقد ورد عن الحبيب محمد معلّم الناس الخير رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق
رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه""
رواه
البخارى
"الحجاج والعمّار
وفد الله إن دعوه أجابهم وإن
إستغفروه غفر لهم" صحيح الجامع
’’ تعجلوا الى الحج فان أحدكم لايدرى مايعرض له .. رواه احمد والترمذى
وورد عن
صحابته الكرام :
قال على بن ابى طالب رضى الله عنه : استكثروا من
الطواف بهذا البيت قبل أن يُحال بينكم وبينه .
وقد أردت هنا أن أتعرّض فقط
لسلوكيات وأخلاقيات تربوية يجب أن يمارسها المعتمر والحاج فى رحلته العظيمة ,
ليجعل من الحج روحا جديدة
تسرى فى جسده الطاهر فيحييه من جديد ..
ويرسم له معالم الطريق القويم
نحو السعادة فى الآخرة .
آملا من المولى الكريم أن ينفع بها وتكون معالم على طريق المعتمرين
والحجيج نحو حياة جديدة وآخرة سعيدة .
إليك أخى المعتمر ..
إليك أخى الحاج
(1) إجتهد من الآن فى تعلّم مناسك العمرة والحج كى
تؤديها بشكل صحيح بعيدا عن كل
شبهة
وحرج .
(2) إحرص
على إخلاص النية لله تعالى قبل عمرتك وحجّك
..
وأظهِرْ
لربك من نيتك خيرا تجد منه كل الخير .
(3) كُنْ
ليّن الجانب فى التعامل مع الجميع ممن تعرفه وممن لاتعرفه من داخل الحملة أو
من خارجها
... وإجعل من نفسك نموذجا للمعتمرين والحجاج يحتذون به .
(4) إجعل البسمة
والبشاشة تعلو على وجهك الطيب وإستخدم فى كل شىء الألفاظ الاسلامية
المعروفة فى المناسبات
المختلفة ليتعلم الناس منك مثل : جزاكم الله خيرا ....
بارك الله فيك ... نسأل الله العظيم رب العرش
العظيم أن يشفيك ... لابأس
طهور ان شاء الله ...وغيره ...
(5)
درّب نفسك
على خُلق إيثار الغير على نفسك فى المطعم والمشرب والغطاء والصعود
للباصات والنزول ودخول الحمام والوضوء وسائر الأمور
.
(6) مادمت قادرا وطلب منك غيرك أن تتوكل عنه فى الرمى حال
الحج فاقبل ذلك مجرد
العرض عليك ففى ذلك نفع كبير للناس وأنت منوط بك
دائما أن تكون نافعا لغيرك ...
فهو الاسلام بعينه .
(7) جاهد نفسك أن تجعلها آخر من ينام وآخر من يشرب
وآخر من يركب وآخر من يتألم
وتفانى فى خدمة الآخرين بروح وأداء للدرجة التى تترك
الأثر العظيم فى نفوس الناس
حتى بعد إنتهاء العمرة والحج . .. وكُنْ ذا أثر .
(
إستشعر دائما أن سيد القوم خادمهم ....
وأن مساعدتك للغير إبتغاء المثوبة
والأجر من الله ترفع
شأنك عند الله وعند الناس
.
(9) إمنح دائما إهتماما
كبيرا بالمعتمرين والحجاج أصحاب العوائل والمصطحبين لأطفال .
(10) لاتترك أبدا مجالا يحتاج
لإرشاد ونُصح وتعليم وموعظة إلا وتطرقه لينتفع بك
الغير ولتبلّغ عن حبيبك المصطفى ولو آية ... فأنت
شامة وعلامة .. البنان دائما
يُشار نحوك .. فكن لذلك أهلا .
(11) تذكّر قول أم المؤمنين فى وصفها
للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
عندما سألت
كيف كان ؟ فوصفته بقولها : كان
قرآنا يمشى على الارض .. فكن قرآنا يمشى على
الأرض فى الحج والعمرة ومابعدهما .
(12)
أسرع فى إعطاء المسكنات للمتألمين وإسعاف المصابين ...
وكن فى ذلك على
جهازية تامة وعالية .
(13) تفقّد باستمرار أصحاب الأعذار
والإحتياجات الخاصة والعجزة والمسنين دون أن
يطلبوا منك ذلك وإستشعر أن فى ذلك زكاة
لشبابك وصحتك .. وأنك فى نعمة .
(14)
إجعل فقرات
يومك متنوعة مشوّقة لاتجعل الوقت يضيع منك فى الأحاديث الجانبية
والدنيوية فأنت فى عبادة وفرصة مع الرب كبيرة قد لاتتكرر
.
(
15 ) إجعل هدفك النهائى من العمرة والحج هو إرضاء ربك بالعودة بعمرة وحج مبرور
وذنب مغفور وتجارة مع ربك لن تبور والفوز بالجنة
والنجاة من النار والرجوع من
العمرة والحج كيوم ولدتك أمك .
(16) لا تنس المعتمرين والحجاج
الصغار وأشركهم فى أعمالك وراحتك ولاتقل صغارا
فكم من صغار سبقوا كبارا فى الفهم والعلم
والأدب والدين .... أشركهم بحُب وتعرّف
على الأبناء والآباء وكل من يقابلك فان أساس ديننا الحب
والتعارف .
(17) إلتزم دائما وبكل تمام فى الأداء بكل
ماكلفك به متعهد الحملة ومشرفيها وإن أردت الاجتهاد
فلا بأس من أخذ رأيهم ومشورتهم .. لكن فى
إحترام رأيهم إنجاح لحملتهم وعملهم
وبرنامجهم الذى أعدونه لك ... وكن سريع الاستجابة
والتلبية .
(18) كن على جهازية تامة بمساعدة غيرك اذا طلب منك
ذلك .. بل وقدّم المعونة
والمساعدة حتى إن لم يطلبوها طالما أن الأمور تستدعى ذلك .
(19) إحذر دائما من ابليس
ولاتعطى له فرصة ليقع بك فى حبائله : السمعة ...
الرياء .. الغضب .. الشهرة .. السبّ .. الشتم .. الألفاظ
البذيئة وخلافه من محبطات
الأعمال وكن فى جهاد مع نفسك وأمسكها عن ذلك تغنم .
(20)
إبذل جهدا
كبيرا فى الدعاء والالحاح على الله والتضرع
فالحج والعمرة من الطاعات التى
يستجاب فيها الدعاء سواء عند الطواف أو فوق الصفا والمروة أو غيرها
.. ورتّب حاجاتك التى تريد
من الله قضائها وكن على ثقة ويقين بأنه لن يخذلك
وسيستجيب لك .
(21) إعلم وتذكر دائما أنك
يجب أن تكون فى أجمل هيئة وأناقة ليس فى
المظهر
فحسب بل فى الأقوال والأفعال أيضا ..
فأنت رمز ... والرمز يجب أن يٌشار إليه
بالبنان .
(22) إنتبه إلى سلوكياتك دائما وغيّر
فيها الغير مرغوبة وكن أكثر تفاعلا وفاعلية
فى داخل مجتمع المعتمرين والحجاج .. وإجعل من أدائك
للعمرة والحج بداية حقيقية
لصلاح نفسك واصلاحها وتغييرها نحو كل ماهو جميل وحسن .
(23) عندما ترغب فى التحدث للغير
من المعتمرين والحجاج حدّد جيدا من أين ستبدأ
وكيف تنتهى ... ولاتكن ثرثارا ومضيعا لوقتك فالوقت هو
الحياة وتذكّر أنك فى فرصة
عبادية تعبدية روحانية عظيمة قد لاتتكرر بعد ذلك فانتهزها
ولاتضيع جزءا من وقتك دون
فائدة .
(24) لاتنتظر فى جميع أعمالك تجاه الغير شكرا من
أحد ويكفيك الأجر من الفرد الصمد
(25) إعلم أن إكرام الله لك بأداء العمرة والحج
هو فرصة عظيمة لتكون مسلما جديدا ترجع
من عمرتك وحجك كيوم ولدتك أمك معافى من ذنوبك ممحية
سيئاتك مباه ٍ بك ربك
ملائكته . فإحمده دائما على ذلك وهنيئا لك
باختيار الله لك لتكون من المعتمرين
ومن حجاج بيته الواقفين بعرفاته , الطوافين بكعبته ,
الشاربين زمزمه الطاهر .
(26) كن مؤدباً ومهذباً ومتواضعاً
عندما تتحدث مع المعتمرين والحجاج أو مع شيوخك
وأساتذتك .. واعلم أنه اذا كان لكل داء
دواء يعالج به فإن الحماقة أتعبت من
أرا د أن يداويها .
(27) إجعل كلامك كله شهدا
عسلا طيبا فالكلمة الطيبة صدقة تنشرح لها الصدور
وتمتص بها متاعب القلوب .
(28)
كن مع
المعتمرين والحجاج .. بل والناس جميعا .. كالشجر
. يقذفه الناس
بالحجر ويهديهم هو بأحلى الثمر .
(29)
إحذر العُجب
برأيك ونفسك وإحذر تسفيه آراء الآخرين ... حيث أن ذلك من
أكبر الرذائل الخبيثة التى إبتليت بها المجتمعات المختلفة
... عافانا وإياك الله منها
(30)
تجنّب
الخلافات الشخصية بينك وبين المعتمرين والحجاج وضع دائما فى مخيلتك
قول الله
تعالى : وأصلحوا ذات بينكم )
(31)
ايّاك وكثرة الجدل فان المراء لايأتى بخير
... وتذكّر قول الحبيب
المصطفى ( أنا زعيم بيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء ولو
كان محقا ... )
(32) لاتغضب من أى معتمر أو حاج ...
فالغضب لهيب من نار تشتعل فى قلب
الانسان وهو حالة ضعف تصيب الانسان وليست حالة قوة
( ليس الشديد بالصرعة
ولكن الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب ) .
(33) إن أحسنت فى أدائك العمرة أو الحج
فإحمد الله ..
وان أسأت فإستغفر الله ..
فما كان من توفيق فيه فالفضل لله وحده لا لنفسك .
(34) ألح على الله دائما أن
يتقبل منك العمرة والحج وإحمده أن وفقك لأدائها , وتذكّر أن هناك من
المسلمين من تكون أمنيته وأمله أن يذهب للعمرة والحج , لكنّ ظروفه لاتسمح ولايوجد
لديه من المال مايعينه على أدائها , فكن
لله شاكرا وحامدا .
(35) إستشعر فى عمرتك وحجّك مايجرى لمسلمى الصومال وكيف تفتك
بهم المجاعة ولاتنساهم من الدعاء الكثير ... فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
.
(36) إجعل من عمرتك وحجّك إنطلاقة جديدة نحو الطهر والنقاء فى
علاقتك مع الله وعلاقتك مع
الناس , وإعلم أنك مطالب بتحقيق العلاقة الحسنة مع الله ومع النفس ومع الناس .
(37) حاول فى عمرتك وحجّك أن تبكى من خشية الله على ماقدمته يداك من
تقصير , وإن لم تستطع البكاء فتباكى , فقد
روى أبوهريرة – رضي الله عنه – قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن
في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " رواه أحمد والترمذي.
(38) بايع ربك وانت فى الحج والعمرة على الصدق
والعودة الحقيقة اليه
وأن ترجع عبدا ربانيا .
(39) إجتهد أن يستحكم الايمان الحق على قلبك فى
العمرة والحج ,
.. سلوك وتربية
بقلم : نبيل
جلهوم *
قال تعالى:
( وأذّن في
الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا
منافع لهم ويذكروا اسم الله في
أيام
معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا
البائس الفقير } (سورة الحج)27-28
وقد ورد عن الحبيب محمد معلّم الناس الخير رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق
رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه""
رواه
البخارى
"الحجاج والعمّار
وفد الله إن دعوه أجابهم وإن
إستغفروه غفر لهم" صحيح الجامع
’’ تعجلوا الى الحج فان أحدكم لايدرى مايعرض له .. رواه احمد والترمذى
وورد عن
صحابته الكرام :
قال على بن ابى طالب رضى الله عنه : استكثروا من
الطواف بهذا البيت قبل أن يُحال بينكم وبينه .
وقد أردت هنا أن أتعرّض فقط
لسلوكيات وأخلاقيات تربوية يجب أن يمارسها المعتمر والحاج فى رحلته العظيمة ,
ليجعل من الحج روحا جديدة
تسرى فى جسده الطاهر فيحييه من جديد ..
ويرسم له معالم الطريق القويم
نحو السعادة فى الآخرة .
آملا من المولى الكريم أن ينفع بها وتكون معالم على طريق المعتمرين
والحجيج نحو حياة جديدة وآخرة سعيدة .
إليك أخى المعتمر ..
إليك أخى الحاج
(1) إجتهد من الآن فى تعلّم مناسك العمرة والحج كى
تؤديها بشكل صحيح بعيدا عن كل
شبهة
وحرج .
(2) إحرص
على إخلاص النية لله تعالى قبل عمرتك وحجّك
..
وأظهِرْ
لربك من نيتك خيرا تجد منه كل الخير .
(3) كُنْ
ليّن الجانب فى التعامل مع الجميع ممن تعرفه وممن لاتعرفه من داخل الحملة أو
من خارجها
... وإجعل من نفسك نموذجا للمعتمرين والحجاج يحتذون به .
(4) إجعل البسمة
والبشاشة تعلو على وجهك الطيب وإستخدم فى كل شىء الألفاظ الاسلامية
المعروفة فى المناسبات
المختلفة ليتعلم الناس منك مثل : جزاكم الله خيرا ....
بارك الله فيك ... نسأل الله العظيم رب العرش
العظيم أن يشفيك ... لابأس
طهور ان شاء الله ...وغيره ...
(5)
درّب نفسك
على خُلق إيثار الغير على نفسك فى المطعم والمشرب والغطاء والصعود
للباصات والنزول ودخول الحمام والوضوء وسائر الأمور
.
(6) مادمت قادرا وطلب منك غيرك أن تتوكل عنه فى الرمى حال
الحج فاقبل ذلك مجرد
العرض عليك ففى ذلك نفع كبير للناس وأنت منوط بك
دائما أن تكون نافعا لغيرك ...
فهو الاسلام بعينه .
(7) جاهد نفسك أن تجعلها آخر من ينام وآخر من يشرب
وآخر من يركب وآخر من يتألم
وتفانى فى خدمة الآخرين بروح وأداء للدرجة التى تترك
الأثر العظيم فى نفوس الناس
حتى بعد إنتهاء العمرة والحج . .. وكُنْ ذا أثر .
(
إستشعر دائما أن سيد القوم خادمهم ....
وأن مساعدتك للغير إبتغاء المثوبة
والأجر من الله ترفع
شأنك عند الله وعند الناس
.
(9) إمنح دائما إهتماما
كبيرا بالمعتمرين والحجاج أصحاب العوائل والمصطحبين لأطفال .
(10) لاتترك أبدا مجالا يحتاج
لإرشاد ونُصح وتعليم وموعظة إلا وتطرقه لينتفع بك
الغير ولتبلّغ عن حبيبك المصطفى ولو آية ... فأنت
شامة وعلامة .. البنان دائما
يُشار نحوك .. فكن لذلك أهلا .
(11) تذكّر قول أم المؤمنين فى وصفها
للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
عندما سألت
كيف كان ؟ فوصفته بقولها : كان
قرآنا يمشى على الارض .. فكن قرآنا يمشى على
الأرض فى الحج والعمرة ومابعدهما .
(12)
أسرع فى إعطاء المسكنات للمتألمين وإسعاف المصابين ...
وكن فى ذلك على
جهازية تامة وعالية .
(13) تفقّد باستمرار أصحاب الأعذار
والإحتياجات الخاصة والعجزة والمسنين دون أن
يطلبوا منك ذلك وإستشعر أن فى ذلك زكاة
لشبابك وصحتك .. وأنك فى نعمة .
(14)
إجعل فقرات
يومك متنوعة مشوّقة لاتجعل الوقت يضيع منك فى الأحاديث الجانبية
والدنيوية فأنت فى عبادة وفرصة مع الرب كبيرة قد لاتتكرر
.
(
15 ) إجعل هدفك النهائى من العمرة والحج هو إرضاء ربك بالعودة بعمرة وحج مبرور
وذنب مغفور وتجارة مع ربك لن تبور والفوز بالجنة
والنجاة من النار والرجوع من
العمرة والحج كيوم ولدتك أمك .
(16) لا تنس المعتمرين والحجاج
الصغار وأشركهم فى أعمالك وراحتك ولاتقل صغارا
فكم من صغار سبقوا كبارا فى الفهم والعلم
والأدب والدين .... أشركهم بحُب وتعرّف
على الأبناء والآباء وكل من يقابلك فان أساس ديننا الحب
والتعارف .
(17) إلتزم دائما وبكل تمام فى الأداء بكل
ماكلفك به متعهد الحملة ومشرفيها وإن أردت الاجتهاد
فلا بأس من أخذ رأيهم ومشورتهم .. لكن فى
إحترام رأيهم إنجاح لحملتهم وعملهم
وبرنامجهم الذى أعدونه لك ... وكن سريع الاستجابة
والتلبية .
(18) كن على جهازية تامة بمساعدة غيرك اذا طلب منك
ذلك .. بل وقدّم المعونة
والمساعدة حتى إن لم يطلبوها طالما أن الأمور تستدعى ذلك .
(19) إحذر دائما من ابليس
ولاتعطى له فرصة ليقع بك فى حبائله : السمعة ...
الرياء .. الغضب .. الشهرة .. السبّ .. الشتم .. الألفاظ
البذيئة وخلافه من محبطات
الأعمال وكن فى جهاد مع نفسك وأمسكها عن ذلك تغنم .
(20)
إبذل جهدا
كبيرا فى الدعاء والالحاح على الله والتضرع
فالحج والعمرة من الطاعات التى
يستجاب فيها الدعاء سواء عند الطواف أو فوق الصفا والمروة أو غيرها
.. ورتّب حاجاتك التى تريد
من الله قضائها وكن على ثقة ويقين بأنه لن يخذلك
وسيستجيب لك .
(21) إعلم وتذكر دائما أنك
يجب أن تكون فى أجمل هيئة وأناقة ليس فى
المظهر
فحسب بل فى الأقوال والأفعال أيضا ..
فأنت رمز ... والرمز يجب أن يٌشار إليه
بالبنان .
(22) إنتبه إلى سلوكياتك دائما وغيّر
فيها الغير مرغوبة وكن أكثر تفاعلا وفاعلية
فى داخل مجتمع المعتمرين والحجاج .. وإجعل من أدائك
للعمرة والحج بداية حقيقية
لصلاح نفسك واصلاحها وتغييرها نحو كل ماهو جميل وحسن .
(23) عندما ترغب فى التحدث للغير
من المعتمرين والحجاج حدّد جيدا من أين ستبدأ
وكيف تنتهى ... ولاتكن ثرثارا ومضيعا لوقتك فالوقت هو
الحياة وتذكّر أنك فى فرصة
عبادية تعبدية روحانية عظيمة قد لاتتكرر بعد ذلك فانتهزها
ولاتضيع جزءا من وقتك دون
فائدة .
(24) لاتنتظر فى جميع أعمالك تجاه الغير شكرا من
أحد ويكفيك الأجر من الفرد الصمد
(25) إعلم أن إكرام الله لك بأداء العمرة والحج
هو فرصة عظيمة لتكون مسلما جديدا ترجع
من عمرتك وحجك كيوم ولدتك أمك معافى من ذنوبك ممحية
سيئاتك مباه ٍ بك ربك
ملائكته . فإحمده دائما على ذلك وهنيئا لك
باختيار الله لك لتكون من المعتمرين
ومن حجاج بيته الواقفين بعرفاته , الطوافين بكعبته ,
الشاربين زمزمه الطاهر .
(26) كن مؤدباً ومهذباً ومتواضعاً
عندما تتحدث مع المعتمرين والحجاج أو مع شيوخك
وأساتذتك .. واعلم أنه اذا كان لكل داء
دواء يعالج به فإن الحماقة أتعبت من
أرا د أن يداويها .
(27) إجعل كلامك كله شهدا
عسلا طيبا فالكلمة الطيبة صدقة تنشرح لها الصدور
وتمتص بها متاعب القلوب .
(28)
كن مع
المعتمرين والحجاج .. بل والناس جميعا .. كالشجر
. يقذفه الناس
بالحجر ويهديهم هو بأحلى الثمر .
(29)
إحذر العُجب
برأيك ونفسك وإحذر تسفيه آراء الآخرين ... حيث أن ذلك من
أكبر الرذائل الخبيثة التى إبتليت بها المجتمعات المختلفة
... عافانا وإياك الله منها
(30)
تجنّب
الخلافات الشخصية بينك وبين المعتمرين والحجاج وضع دائما فى مخيلتك
قول الله
تعالى : وأصلحوا ذات بينكم )
(31)
ايّاك وكثرة الجدل فان المراء لايأتى بخير
... وتذكّر قول الحبيب
المصطفى ( أنا زعيم بيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء ولو
كان محقا ... )
(32) لاتغضب من أى معتمر أو حاج ...
فالغضب لهيب من نار تشتعل فى قلب
الانسان وهو حالة ضعف تصيب الانسان وليست حالة قوة
( ليس الشديد بالصرعة
ولكن الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب ) .
(33) إن أحسنت فى أدائك العمرة أو الحج
فإحمد الله ..
وان أسأت فإستغفر الله ..
فما كان من توفيق فيه فالفضل لله وحده لا لنفسك .
(34) ألح على الله دائما أن
يتقبل منك العمرة والحج وإحمده أن وفقك لأدائها , وتذكّر أن هناك من
المسلمين من تكون أمنيته وأمله أن يذهب للعمرة والحج , لكنّ ظروفه لاتسمح ولايوجد
لديه من المال مايعينه على أدائها , فكن
لله شاكرا وحامدا .
(35) إستشعر فى عمرتك وحجّك مايجرى لمسلمى الصومال وكيف تفتك
بهم المجاعة ولاتنساهم من الدعاء الكثير ... فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
.
(36) إجعل من عمرتك وحجّك إنطلاقة جديدة نحو الطهر والنقاء فى
علاقتك مع الله وعلاقتك مع
الناس , وإعلم أنك مطالب بتحقيق العلاقة الحسنة مع الله ومع النفس ومع الناس .
(37) حاول فى عمرتك وحجّك أن تبكى من خشية الله على ماقدمته يداك من
تقصير , وإن لم تستطع البكاء فتباكى , فقد
روى أبوهريرة – رضي الله عنه – قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن
في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " رواه أحمد والترمذي.
(38) بايع ربك وانت فى الحج والعمرة على الصدق
والعودة الحقيقة اليه
وأن ترجع عبدا ربانيا .
(39) إجتهد أن يستحكم الايمان الحق على قلبك فى
العمرة والحج ,
فالايمان الحقّ بالله اذا استحكم فى القلب استحكاما صادقا قذف الله في ذلك القلب نورا يشع على صاحبه , وهداية تدفعه لكل خير ,
واحساسا يجعله يشعر بمن هم فى حاجة وكرب , وهمًّا يجعله يشعر بهموم الاخرين من
حوله ..بل ويتعدى ذلك الى أن هذا الايمان الصادق والمعرفة الحقة بالله تصل بالعبد الى أن يكون عبدا ربانيا يتكلم بكلام الله وينطق برحمات الله ويسعى الى رحمة عباد الله .. ويتحول الى كتلة من النور وشعاعا يشع به على الناس
بكل الخير وعظيم السرور. فيلين الجانب , ويساعد المحتاج , ويطبب العليل ,
ويصنع الخير , ويغلق الشر , ويتحول الى منارة وشامة وعلامة فى دنيا أصابها الزمان
بعطب فى نفوس كثير من الناس ,
فصارت قاسية لاتتأثر ولاتتحرك حتى فى مجرد
محاولة تغيير النفس الى مافيه خيريتها قبل خيرية الآخرين .
(40) تذكّر دائما أثناء العمرة والحج أن لباسك الذى ترتديه يُزيّنك باللون الأبيض .. فهو يزيدك هيبة وجمالا وعزاً
وفخرا ... ويُجرّدك من كل شيء إلا من الله ..
ولاتنسى أن تتذكر أن نفس
اللباس الأبيض هو ماسيُلفُّ به جسدك يوم
أن يتوفاك الله ويأذن لك بالرحيل من هذه
الدنيا التعيسة الفانية الغرورة ...
لذا أنصحك – ونفسى الضعيفة قبلك - أن تجتهد
فى أن تجعل أيضا باطنك وسريرتك وقلبك ذا لونا أبيضا ناصعا فى البياض .
وتذكر دائما قول ربك : يوم
لاينفع مال ولابنون , إلا من أتى الله بقلب سليم ) ....
فبيّضه من الآن من كل سوء لتلقى مولاك ولا عليك إن شاء الله أى سوء .
(41) ياليتك قبل ذهابك للحج والعمرة أن تكون وصيتّك قد كُتبت ودُوّنت .. لتُحق فيها الحق بكلمات الله .. ولتسجّل بها كل صغير وكبير من حقوق العباد
عليك
وحقوقك عند العباد .. ولتسجّل
بها أن يغسلك الطيبين الصالحين وأن تدفن
بجوار الصالحين وألا يغعل أهلك حال موتك مايغضب الرب وبجلب السخط ,
وإجعل فى وصيتك لزوجك وبنوك قسطا كبيرا من ضروة
الصبر والثبات على أخلاق الاسلام العظيم وأن يعملوا لله مخلصين له الدين حنفاء
, ووصّهِمْ ألا ينسوك من الدعاء
وأن يكونوا لك بعد موتك مستمرين على
الوفاء والعطاء .
خاتمة :
أخى المعتمر .. أخى الحاج
إعلم أن الخير يسكن فى قلوب العابدين
وأن الحق يسكن فى قلوب العارفين وأن الجمال
يحيا فى قلوب
المحبين وانه لن ينفعك إلا أن تكون من العباد الربانيين
وأن هؤلاء جميعا يحيون ويسكنون
ويعيشون فى نور الله
المبين .
فكن من العابدين ..
العارفين ...
المحبين ...
الربّانيين
تكن حياً فى نور الله المبين
أخى المعتمر .. أخى الحاج
إعلم أن الخير يسكن فى قلوب العابدين
وأن الحق يسكن فى قلوب العارفين وأن الجمال
يحيا فى قلوب
المحبين وانه لن ينفعك إلا أن تكون من العباد الربانيين
وأن هؤلاء جميعا يحيون ويسكنون
ويعيشون فى نور الله
المبين .
فكن من العابدين ..
العارفين ...
المحبين ...
الربّانيين
تكن حياً فى نور الله المبين
( عمرة مقبولة وحجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا وتجارةً إن
شاء الله لن تبور )
*كاتب اسلامى.